نشره أيضاً موقع صوت العقل
هيثم ناجي الصنوي
لست شهريار ولا بطل قصة عشق ، لا تنخدعي .. أنا قصيدة كتبها
القدر في ليلة من ليالي الربيع ، جدي في نهارها كان يحرث الأرض ، وأبي كان غائباً
يبحث عن وطنٍ يقرأني ، لم يجد ، أنا متأكد لأنه لم يعد حتى
اللحظة ... وصرت قصيدةً قديمةً ملأها الغبار ووُضعت في أرشيف الزمان ، حاولت أن
أصوغ كلمات القصيدة من جديد لعلي أقرأ نفسي وأحمل هم القارئ ، علي أجد الوطن أو
أبي عندما أكتب وأقرأ ، القصيدة طويلة والحبر سيكتمل هذه هي الحقيقة ، لا تنخدعي
لن أكمل القصيدة لن أكون غير هذه الكلمات القليلة ...
ابحثي عني جيداً فأنا من صغتها ، كنت الحبر والقلم
والأوراق ، كنت الظل وشجرة السدر ، كنت السماء والنهار والليل ، النجوم كانت فكرتي
والقمر كان بيتاً من أبيات القصيدة ، انظري جيداً ولا تسألي ، كيف كان ؟ وما
الآمال ؟ فأنا قصيدة كتبتها في ليلة من ليالي الربيع ، جدي مات وأبي لم يرجع ،
وصوت الناي لا يسمع ، وصوت السماء لا ينقطع سوى في الفصول الأربعة .
أحلامنا لا تتوقف ونهارنا لم يشرق قط ، سأسألك ِ ، متى
كنا معاً ؟ أعرف الإجابة فنحن لم نلتقِ من قبل ، ولن نلتقي أبداً ، فكيف أكون
شهريار أو بطل قصة عشق ، حياتنا مضحكة ، لأننا مثلها تماماً ... يا عزيزتي أشفق على
نيتشه بنى قصراً في قلبه للوسالوميه ،
واستطاعت أن تهدمه دون أن تسكنه حتى،
نيتشه لم يكن مجنونا فقط ، كان ضميراً وحقيقة ...
أعرف سؤالك لا
تنهي القول ، كيف أذكر أننا مضحكون وأتحدث عن نيتشه ، سأجيبك
؛ أنا ذكرت النقيض ، نيتشه
تمرد على حياته المضحكة ، صار طرفاً آخر ،
ليتنا نعرف يا عزيزتي ، ماذا يعني الجنون
؟ إنه السعادة .. وأنا لست سعيداً.