JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

سكناتُ الأنامل ( نصوص نثرية )

هيثم ناجي


من الذاكرة القديمة
في حنايا الضلوع شوق إلی الأرض إلی شجرة السدر والينبوع حيث يتلقف الشتات ما تبقی من هذياني، فتجوب في الأحلام ذكری تحاول أن تفر إلی شتاتٍ جديد .. 
خلف اللوحة المعلقة علی جدار غرفتي تقبع لوحة أخری تحكي شتاتاً مضی، ووراء زهريتي إلی جانب التلفاز صورة أمي وأخي والوسادة المريحة التي بددها الوقت .. وصارت عدماً تذروه الرياح و وداع قديم وقبلة للذكری، أمي أيضاً مثل الوسادة ولكنها مولودة مع الرياح؛ فرائحة عطرها تفوح في الأرجاء هي ليست ذكری لأنها الذكری والوجود .. واللوحة لا تشد النفس إلی مضاجعة البكاء والتفكير بالرحيل .. هي جواز سفر للعودة إلی الحنان ، حيث تغمرني أمي بالحب فتصير الأوطان هدفاً بعيداً صعب المنال وتزيد رغبتي للوصول إليه..
اسألوا اللوحة عن صداح العصافير كل صباح، عن نافذة الليل .. وليل المدينة ، وعن ساعات الانتظار .. خلف الجدار القماشي والسجن الأبدي والسكون والإنطواء.
17 يناير 2016
اللوحة للفنان اليمني ردفان المحمدي



جفاف
قال لي صديقي ذات مساء : 
إن القلب يشدو قصائدي، وقد جفت آبار العشق فيه.. إنه الحنين إلی ماضيه أو أنه الشوق لعناقٍ وقبل بعد سنوات عجاف؟!
وصدح صوت العجوز تغني "سألتك حبيبي لوين رايحين؟! خلينا خلينا وتسبقنا سنين ".

فقلت - وأنا العاشق زير النساء -: إن الحب رحيلٌ يا سيدتي، وليس لسواهن تُشد رحال السنين .. وإن جفت آبار العشاق وظمئت قلوبهم فأمطار الحب لا تتوقف ويخر الظمأن لظمائه راكعاً متوسلا.
وتدخل الريح مجلسنا بدون قرع الباب حاملة معها أنينٌ من بعيد يشكو صاحبه قلة زاده من الحب ورغبته الملحة في العناق.
فيقول صديقي : وما وجع الأنين هذا إلا وجعي..

وتصدح العجوز " ... وللبدر عيون عيون ترصد الأيام، فتعالي يا ابنة الحقل... ".
أقول حينها : لا تستنجدي بابنة الحقل .. فرغبة المشتاق لا تطفئها سيدة المشاقر، القلب ليس للتنظيف هو يريد حباً ولعباً بالثغور. 
فتصدح من جديد : " حبيبي بده القمر والقمر بعيد والسماء عالية ... ".
19 يناير 2016

NameE-MailNachricht