هيثم ناجي   سأحكي لك عن ماضٍ بات يؤرقني ويرسم معالمي الآن، يفتح نافذتي؛ لتغرب الشمس ويمحو معالم الوجود . وأتوه ومعي أخوتي الستة وأخواتي في المتاهةِ* نبحث عنك، ولكننا قرابين للانتظار و للخوف والشتات، حتی وإن كنتُ قد عاهدتُ نفسي أن أكون نوراً، فأنا بغيرِ أشقائي وشقيقاتي عدمٌ أو وجوداً ستذروه الرياح. سأحكي لك عن الماضي الذي مزق أشلائي وبعثرها كجثةِ أوزوريس **... إن البقاء لم يعد فكرتي هذا المساء، " فالإله رحيم ولكن ليس بنا " *** والأم رحيمة ولكنها شاردة لا تسمع، وأنت هل تسمع؟ سأقول لك عن السنبلة المنحنية التي قاومت الرياح وسقطت ، وكسرة الخبز التي أخمدت ثورة الجياع ، هل تقرأ جرائد الصباح؟ ... إذن لا داعي للحديثِ مع غائبٍ ينتظر مسائه لينام مع نباح الكلاب ويصحو مع نعيقِ الحمير ويحب كأجداده من خلف الستار. سأبحث مع أخوتي و أخواتي عن قطرة ماء وملجاءٍ نجمع منه شتاتنا لعامٍ أو لبضعِ سنين، علنا نخبئ زاداً لأطفالٍ عاشوا الخوف والهلع وحملوا حقائب الجوع علی بطونهم ... عن أي جوعٍ أتحدث؟! هل سيعرف الأطفال معنی ما أقوله؟ إنهم لا يعرفون الشبع ،فكيف سيدركون معنی الجوع؟ صنعاء - فجر الخ...