هيثم ناجي الصنوي
إهداء إلى الأقلام الشابة:
الرفيق حسام ردمان والرفيق سامح عبدالوهاب والرفيق يحيى القباطي, والزملاء: وليد القدسي,
وأحمد الصنوي, وأحمد عوضه.. وإلى كل قلم حر.
ستحلم يا صديقي يوماً
بي –أنا متأكد من ذلك- سأكون حينها اسم على ورق وقليل من الأحجار التي تحتضن آخر مكان
رأتني عيناك فيه, وذكرى قديمة بدأت تتلاشى يوماً بعد يوم من ذاكرتك.
سيعيد لك الحلم ماضٍ
حر صنعناه بأيدينا, وقلماً جف حبره بعد أن خط على الأوراق مصطلحات الحرية والعدالة
والكرامة والإنسانية والحب, ولعل صرير القلم كان يعطي هذه المصطلحات ألحاناً رائعة
لموسيقى مزق الظلم صفحات حياته.
كان القلم يزين المصطلحات
وهو يرسمها على الأوراق, وكأنه يحتاجها منك أنت, ويبطئ في كتابتها وكأنه الفقراء والعمال
والكادحون والشعوب التي سخرنا نحن وهو من أجلهم, ألم نقل يوماً يا صديقي بأن القلم
إنسان يشعر بما نشعر به وقلنا أيضاً: الأقلام سيوف تقطع رؤوس الطغاة, تعترض, تقول
(لا) في وجه كل شخص يرفع بيده اليسرى غصن زيتون ويحمل في اليمنى بندقية يقتل بها من
يقول له (لا).
لقد صدق محمود درويش
حين قال: نحن لا نكتب أشعاراً.. ولكنا نقاتل.
صديقي! لا أعلم ما السبب
الذي جعلني أكتب ما كتبته, ولكني أيقنت بعد ذلك أن نكون أقلاماً وكلمات, ننصر كل مظلوم,
وأن نكون طعنات ولعنات تصيب كل من يتجرأ أن يمسك أفواه الشعوب ومنعها من قول (لا).
ولا تنسى يا صديقي بأننا
قد قلنا يوماً ونحن نتحدث مع بعضنا عن الحرية: "لن نتوقف عن الكتابة إلا إذا أمرتنا
الشعوب بذلك".