نشرته صحيفة العراق اليوم في 12 أكتوبر 2014
هيثم ناجي الصنوي
لا يمكن أن نشرح الماضي بطريقتنا ولا حتى قصة حب مضت وأنجلت ، المجتمع سيصفك بالمجنون وسيصفها بالعاهرة التي دنست شرف العائلة ، لا لشيء فقط لأنها قالت لي يوماً أحبك ولي في الأحلام معك ألف قصة وقصة .. لأنها تركتني يوماً أعبث بقدري الذي كتبه الحب وحماقاتنا التي نسيناها.
لا أعرف ماذا أريد ؟ يبدو أني أريد أن أصرخ بأعلى صوت: دعنا أيها المجتمع نغرق في وحل الحب – كما يحلو لكم تسميته – دعنا نغرق ما دمنا لن نموت. الحب يجعلني أتسأل : لماذا وجدنا على هذه الأرض؟ ولا أريد أن يقنعني أحداً بالإجابة الكلاسيكية التي أعتدنا سماعها ؛لآن الله لم يخلقنا لعبادته وحبه فقط ، ما أريده هو جواب منطقي عقلاني، أنا كنت أخاف من الله وأجبر على عبادته لهذا السبب، ولآن من حولي يريدون هذا .. ويريدون أن أؤمن بأني وجدت لأعبده وأحبه، كيف ؟ كيف ذلك وأنا لا أستطيع التوفيق بين الخوف والحب، لا أستطيع إدراك أن من أحبه يعدني بعذابٍ أليم، إذا أنا قصرت بحبي وخوفي؟
لا أعرف حتى الآن لماذا أنا هنا ؟ السؤال الذي طرحته عندما كنت طفلاً، و ما زلت أبحث عن إجابة منطقية له.
الحب يتوافق مع التفكير ولا يتوافق مع الخوف، أظن أنها الحقيقة وأن أي كذبة أخرى ، لا مكان لها هنا في عقلي ،و أظن أني وجدت لأكتشف الحقيقة وأجيب عن السؤال الغريزي ،لماذا وجدت؟..
نيتشه والحب ..
أعتقد أن لوسالوميه كانت تحب نيتشه، ولكنها كانت تخاف من المجتمع وسذاجته، نيتشه كان عظيماً، ولوسالوميه كانت محقة عندما رفضت الزواج منه ، أنا لم أجد إجابة تقنع صديقاتها مثلاً بما ستقوم به لو أنها وافقت على الزواج من نيتشه.
عندما أقرأ لنيتشه أشعر بأني أنتمي إليه ،وأني بحاجة إلى التمرد حتى على ذاتي، وطفولتي ،وتعليمي، والكتب التي أقرأها ،والمجتمع، فأنالا أجد للحقيقة طريق ولا باب يفتح، لقد كان وهو الآن وسيكون الكذب هو الحقيقة التي يراها المجتمع والشعوب والأمة والعالم، كما يقول نيتشه.