نشرته صحيفة الأولى العدد 1222 الخميس 29 يناير
هيثم ناجي
الحرب أحياناً انفجار يولده الكبت والتضييق على الحريات ،
وتغلف مثل هكذا حروب بغلاف الثورة والتغيير والمصطلحات المستهلكة ، وهذا ما يحدث في كثيرٍ من المناطق العربية ، التي
تخوض حرباً لا هوادة فيها من أجل التحول لدور المستبد وإقصاء الآخر ، كما قلت في
أحد المقالات مسبقاً.
إن ما يحدث في اليمن على وجه الخصوص جزء من الخارطة التي
تتغير معالمها كل يوم ، وتشتعل على أرضها حروباً طرفيها مستبد قديم وآخر جديد عاش
في الماضي تجربة الكبت ، فأراد أن يذيق من يخالفه في تصنيفات مختلفة مرارة ما
ذاق ، وبسبب ذلك تُشعل فتيل تظاهرات، تطالب بعودته إلى جحور الكبت السابقة .
الشعوب لا تطالب
بإقصاء الآخرين ،هذا مبدأ مثالي يجب التوعية به من قبل الأحزاب المدنية والتيارات
الدينية المختلفة ، الشعوب مهمتها تأسيس تعددية تخلق مجتمعاً حراً وديمقراطياً .
إن خطأ التظاهرات
الأخيرة التي خرجت رفضاً لتواجد مسلحي
الحوثي ، هو السير على النهج القديم والمطالبة بإقصاء المستبد ، المتمثل بجماعة
الحوثي المسيطرة على كل مفاصل الدولة ، وإن لم تحوي الشعارات هذه المطالب إلا أنها
تتضمنها بطريقة غير مباشرة .
الكراهية لا تبني
أوطاناً ، وهي خطاء كبير يجب تفاديه ، وفي حال نجحت التظاهرات ، يجب أن يأخذ
القانون حقه ممن أجرم ويعاقب كل فردٍ على ما أقترفه ، بعيداً عن
المصالح الذاتية وتجنباً للتحول لدور المستبد ، الذي تجني جماعة الحوثي المسلحة
نتائجه اليوم .