JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

فاصلة زمن

بقلم : بثينة ناجي 







  انتظرتُ الإجازة بفارغ الصبر ، لم أكن أعرف بأن بزوغ شمسها فقط سيكون  بادرة سوء وتشاؤم ، فعندما غادرت جامعة صنعاء وكنت متلهفة للوصول إلى المنزل لكي أستريح من عناء ترم كامل ،  كانت نقطة النهاية  كما كنت أعتقد ، فكانت فاصلةً  فقط في روايةِ حياتي التي لم تنتهِ ، رصاصة طائشة كانت ستقتلني لولا عناية الله ،التقطت أنفاسي بصعوبة وبدأت أركض  ، وبشرتي أصفرت ، كان المنزل يبتعد أكثر وأكثر ..  والدتي تنظر من النافذة - كما قالت- وتسأل لماذا تركض ؟  ظنت أن أزيز  الرصاص الذي يُسمع من شرق الحي أخافني  ، لا لم أكن أسمع أي صوت   -قبل مرور الرصاصة الطائشة من أمامي - كنت شاردة ً أراجع إجابات أسئلة الامتحان .

وصلت إلى المنزل ، كنت خائفةً من أي رصاصة طائشة أخرى ، فأنا لا أريد أن أموت؛ لأني سأعيش سعيدة ً كشعوري عندما ارتميت إلى حضن أمي  وأنا أجهش بالبكاء ، و الكلمات تتقطع مع تنهداتي وأنا أحكي لأمي عما حدث .

أصبح أزيز الرصاص شيئاً معتاداً ، ولكن ما حدث جعلني أعرف معنى العيش بسلام ، كرهتُ الحرب والمحاربين . شردت لحظات وتسألت بعدها ، ما الذي كان سيحدث لو أن الرصاصة أصابتني ؟ هل الموت سعادة – كما يقال -؟ أم أصبحتُ أحب الحياة أكثر ؟..سأكون سعيدةً رغم ما حدث ، وإجازتي سأقضيها كما خططت مسبقاً بالإضافة إلى البحث عن السعادة ، سأنسى الموت ، رغماً عن أزيز الرصاص الذي لا يتوقف .

الاسمبريد إلكترونيرسالة