هيثم ناجي
لي بلادٌ من ورق تحمل عني ثقل السنين، حدودها مرئية للعابرين علی السطور وللنائمين علی الجمل القصيرة، والمكبلة أقدامهم عند أول كلمة (لي) .
لي بلادٌ من الندی تسقي ظماء السنين، لا يراها الليل والقمر والنائمون في ظلِ شجرةٍ لا تثمر.
لي بلادٌ كدس الليل فيها الوجع وخبأ النهار فيها الأنين؛ الخبز فيها أنينٌ لايُسمع!
★★★
لها مواطنٌ من ورق يحمل عنها ثقل السنين، عارٍ لا يحتويه وطن ،ولا ينظر إليه العابرين والنائمون علی الوجع، مكبلة أقدامه عند أول كلمة ( لها) .
لها مواطنٌ من العرق يسقي ظماء سنينها، فلا يراه الليل والقمر ولا ينظر للنائمين في ظل شجرةٍ لا تنبتُ مما زرع.
لها مواطنٌ كدس النهار فيه الجوع وخبأ الليل عنه كسرة الخبز.
★★★
لي أرضٌ وشجرة ونبع وبيت، ولكني لا أملك نفسي، فلمن سأكون؟! ومن سأكون؟! والليل باقٍ .
لي حصانٌ من خشب وسيفٌ من قصب ، ولكني لا أملك نفسي، فلمن الحرب؟! ومن المحارب؟! والفجر لم يأتِ .
لي كسرة خبزٍ، وفتاتُ حطب، ولكني لا أملك نفسي، فلمن الجوع؟! ومن الجائع؟! والسماء لا تمطر.
★★★
هي الأرض والشجرة والنبع والبيت، ولكنها لا تملك نفسها، فلمن ستكون؟! ومن ستكون؟! والليل باقٍ.
هي الرماد وكانت الحريق، ولكنها لا تملك نفسها، فلمن البناء ؟! ومن سيبني؟! والشمس لم تشرق.
هي حبة القمح ومنها الحطب ،ولكنها لا تملك نفسها، فلمن الزرع؟! ومن سيزرع؟! والمحراث لا يُصنع.
صنعاء - 5 يونيو 2016